تحدث الصحفي عكيد روج، الذي عمل بجد لـ 9 سنوات في مقاطعة عفرين والشهباء لنقل صوت ومقاومة الشعب ومقاتلي الحرية، لوكالة فرات للأنباء؛ عن عملية هجمات الاحتلال للدولة التركية وشركائها على عفرين والمقاومة الملحمية للشعب الذي قاوم هذه الهجمات.
"رحلة 9 سنوات"
استذكر الصحفي عكيد روج في البداية جميع شهداء الثورة وقال "أعمل كصحفي في منطقة عفرين والشهباء منذ 9 سنوات، لنكون صوتاً لكل معاناة شعبنا وأبنائنا وجميع المقاتلين الذين قاتلوا ببطولة ضد الاحتلال التركي لمدة 58 يوماً، لقد كانت هناك حاجة لصحافة قوية في مقاومة العصر، وجميع الصحفيين الذين شاركوا في مقاومة العصر وتابعوها قدموا جهوداً قيمة".
وأوضح روج أن أهالي عفرين قدموا خلال هجمات الاحتلال مقاومة تاريخية لمدة 58 يوماً، وقال "على مدى 58 يوماً، قدم شعب عفرين مقاومة ملحمية بأثمان كبيرة وأخذ مكانه في تاريخ كردستان، وكان هناك هجوم عنيف بالأسلحة الثقيلة، كما كانت تُشن حرب خاصة ضد الشعب عبر وسائل الإعلام، لقد عملنا كل ما يمكننا كصحفيين فعله ضد مثل هذا الهجوم الخطير وكيفية نقل الحقيقة حول هجمات الاحتلال ومعاناة الناس، وفي هذا الصدد، وُضع عبئ ثقيل على عاتق الصحافة، وكنا ندرك دور الصحافة ورسالتها، ولهذا عقدنا اجتماعاتنا الأولية، وأخذنا كاميراتنا وأقلامنا، ووضعنا خططاً لكيفية توثيق قصة المقاومة هذه ونقلها إلى الرأي العام العالمي وإلى التاريخ".
"في سماء عفرين الصغيرة، كانت تحلق 72 طائرة "
وتحدث روج عن اللحظات الأولى لمقاومة العصر، وذكر أنه في 20 كانون الثاني 2018، حلقت 72 طائرة في سماء عفرين، وكان للطائرات الحربية بشكل خاص تأثير كبير على نفسية الأطفال، وكان هدف دولة الاحتلال التركي كسر إرادة الشعب، وقاوم الأهالي الهجمات الشرسة لعدة أيام، لقد قمنا بتصوير اللحظات الأولى للهجمات على حي الأشرفية في عفرين، وكان أهلنا على الأسطح في مواجهة تلك الطائرات، في تلك الهجمات الأولية، كان الأهم هو أننا قمنا بتوثيق حركة تلك الطائرات والهجمات التي تم تنفيذها، وتم مشاركتها مع الرأي العام.
"أصبحت مقاومة مقاتلي وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة هدفنا الرئيسي"
وأوضح روج أن حياة مقاتلي وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة كانت هدفهم الأساسي في مقاومة العصر وتابع: "لقد قدم مقاتلو وحدات حماية الشعب والمرأة حياتهم الثمينة للشعب وسطروا التاريخ ببطولاتهم، ولهذا السبب حاولنا إيصال حياتهم ومقاومتهم للعالم، لقد ظهرت لقطات مؤثرة، وحاولنا توثيق كل لحظة بكاميراتنا، وكانت أمهات عفرين المقاومات تودع مقاتليها بالزغاريد، وتم تسجيل مشاهدهن، واستشهد عشرات الصحفيين في سبيل هذه القضية، كما تم توثيق حياة الشهداء الفريدة الذين ناضلوا ضد الاحتلال وضحوا بحياتهم من أجل حماية شعبهم، وتوافد المئات من أبناء مقاطعة الجزيرة وجنوب كردستان وحلب إلى عفرين، وتمت متابعة هذه اللحظات بحماس كبير، ويمكن القول إن تدفق الشعب في شوارع عفرين كان موحداً".
وذكر روج أن الشبيبة الكرد من كافة أنحاء كردستان خاضوا حرب الحرية في عفرين، وقال "عفرين هي مدينة كردستانية ويقال أن عفرين عروس كردستان"، وفي مقاومة العصر، أصبحت دماء المقاتلين من أجزاء كردستان الأربعة واحدة على أرض عفرين، لقد كان حلم القائد آبو أن يتم مثل هذا الاتحاد في يوم من الأيام، لقد سفك الشبيبة من كافة أنحاء كردستان دماءهم من أجل حماية أرض عفرين، هذه نقطة مهمة، ولا يمكن للمرء أن يستوعب كيفية تجمع شعب كردستان بهذه الطريقة، لأنه في كل مكان في التاريخ، عندما تكون هناك حرب، تبدأ الهجرة، ولكن في عفرين، كان الأمر عكس ذلك، لم يُكتب يوم في التاريخ مثل هذا اليوم، لذلك يمكننا القول أن حرب الـ 58 يوماً في عفرين كانت إنجازاً لخمسين عاماً من فكر القائد آبو وحركة الحرية، لقد تحقق أمل القائد آبو في حرب المقاومة، لقد انضم المقاتلون الذين جاؤوا من كافة أنحاء كردستان ومن خارج كردستان وقاتلوا من أجل عفرين إلى تلك المقاومة".
"نجدد عهدنا بالمقاومة على خط الشهداء"
وأخيراً أكد الصحفي عكيد روج على أن مقاومتهم للاحتلال مستمرة في منطقة الشهباء، وقال: "لقد جددنا عهدنا بمواصلة أعمالنا، ومثلما شهدنا العديد من حوادث المقاومة والنضال والأمل والألم في منطقة الشهباء، فقد شهدنا كل المجازر التي تعرض لها شعبنا، كمجزرة تل رفعت وعقيبة، وعلى الرغم من القصف اليومي الذي تتعرض له منطقتنا، إلا أننا نتابع ونحاول أن نكشف للعالم حقيقة دولة الاحتلال التركي".